يذوب ثلج الأشهر الثلاثة عشر التي كان قد تحول فيها جليدا “مكدسا” أمام تشكيل الحكومة، ويبان المرج أمام عمل الحكومة الجديدة التي تألفت منذ ثمانية عشر يوما حفلت بوعود وعناوين سوف يجهد المعنيون من أجل ترجمتها بهدف إعادة الكرامة الى عيشة غالبية اللبنانيين “المخنوقين” الذين يشكلون ثمانين في المئة من الشعب بحسب كل الاحصاءات، وهم أضحوا في كنف الفقر وتحت براثن البؤس وبين فكي كماشة اليأس ولكنهم_نسبة” الى الطبيعة النفسية اللبنانية لا يزالون يتطلعون الى فسحة الأمل ويتسلحون بفلسفة الرجاء، علهم يصدقون أن زمن العجائب قد يأتينا أكثر من مرة.
هذه الحالة التي لم يشهد لبنان مثيلا لها منذ مئة عام مضرجة بملفات الكهرباء والدواء والماء والقلة، واندثار النقد والغلة وخيبة الناس من الذين نالوا ثقتهم في الانتخابات الماضية وما قبلها، هؤلاء الذين سقطوا في مجمل امتحانات خدمة معيشة المقترعين وغير المقترعين…حتى أن أولئك الذين تربعوا في السلطات وسائر المراكز لربما يحاولون الآن الإفتئات على اللبنانيين المنتشرين في العالم بحقهم في الانتخابات النيابية المقبلة التي ستحصل بعد ستة أو سبعة أشهر بحسب تأكيد معظم المعنيين بتنفيذ هذا الاستحقاق.
في اي حال مباشرة” غدا” بعد اجتماع المجلس الأعلى للدفاع برئاسة رئيس الجمهورية العماد عون في قصر بعبدا في شأن حال التعبئة الصحية يعقد مجلس الوزراء جلسته العملانية الأولى في القصر… وعلى عكس ما أشيع فإن موعد الجلسة لا يزال كما كان محددا” في الرابعة عصرا” على رغم تقارب الإنعقاد زمنيا”,مع موعد وصول رئيس الوزراء الاردني “بشر الحصاونة” على رأس وفد وزاري الى بيروت.
وعشية الجلسة تداول رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي ورئيس البرلمان نبيه بري في عين التينة في نتائج تحرك ميقاتي في كل من باريس ولندن وركزا على انطلاقة مجلس الوزراء في درس الاصلاحات وتأليف لجنة التفاوض مع صندوق النقد الدولي…
الرئيس ميقاتي اشار بعد لقاء عين التينة الى ان “هناك قوانين سترسل الى مجلس النواب واقتراحات قوانين موجودة في المجلس وأهمها “الكابيتال كونترول”، وكذلك يجب البت بالمهل القانونية للانتخابات بأسرع وقت ممكن قبل شهر رمضان المبارك”…
وردا على سؤال لم ير ميقاتي موانع من احتمالات زيارة سوريا التي بينها وبين لبنان علاقات تاريخية…
في الغضون على المستويات الاقليمية -الدولية تتواصل مجريات المشاورات في الملف النووي الايراني -الأميركي من أجل الوصول الى نتائج مرجوة كما تتقطع الاتصالات على مسارات وساطية في العلاقات بين إيران والسعودية…ومن البديهي أن تكون لتلك التطورات، مضافة” الى التموضعات الأميركية والروسية وحتى الأوروبية والصينية في الشرق الأوسط وضمنها القوقاز من البديهي، ان تكون لها تأثيرات في تحولات المنطقة والوضع اللبناني ضمنها.
ومنذ دقائق أعلنت الرئاسة الفرنسية أن “تواصلا سيحصل بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وولي عهد السعودية محمد بن سلمان قريبا”، وأضافت أن “ماكرون سيبحث مع بن سلمان في قضايا المنطقة والوضع في لبنان”، بحسب معلومات.