IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “تلفزيون لبنان” المسائية ليوم السبت في 14/8/2021

لليل في مجمل الأمكنة والأزمنة سحره وليل التاريخ الحديث أضاءه بالتدرج نحو اكتشاف الكهربا: وليم جيلبرت عام 1600 وبعده بال1752 بنيمين فرانكلن وعلماء ثم اكتملت عام 1880 مع توماس إديسون. فكانت الكهربا التي زينت الليل وسماره.

لكن القلوب السود لدى القيمين على العباد والبلاد- في وطن الأرز لبنان قلوبهم السود الزاخرة بالحقد والنكد والعنجهية سودت عيشة اللبنانيين ونهاراتهم ولياليهم، وقلبتها من الحياة الى الموت- ليس الموت الذي ما بعده حياة وإنما الموت الأسود كلون غراب البين وعزرايل، فالكهربا، في وطن كان يضيء المنطقة والعالم عاشت وأحيت العز في لبنان أيام الزمن الجميل الاصيل وحتى في عز الحرب وذكرها البغيض.

وأما في لبنان اليوم حيث المافيات والكارتلات والدولة العميقة الخبيثة محمية ربما من الذين هم في السلطات أو على الأقل مسكوت عنها، فممنوع على غالبية الشعب الصابر الصاغر ان ينفرج، لا بل مفروض عليه أن يعيش في طوابير الصدمات والخيبات، وعليه أن يبقى متمسكا بحبال الرجاء والأمل حتى ولو كان أساسا متعلقا بالأوهام وبزيف الإلهام والملهمين.

وبغض النظر عما حكي وحكي ويحكى عن مؤامرات وعن عدو يريد إرجاع اللبنانيين الى العصر الحجري، فإن أبلغ وصف لحالة اللبنانيين هذه الأيام هو باستعارة أحد عناوين مقدمة إبن خلدون “عندما تنهار الدول”. وإذا كان لنا أن نضع عنوانا للمرحلة في لبنان، فهو (فوضى الفراغ)، ومنه يتفرع الوجع والهلع في مقابل الجشع والطمع والأنانية.

وتحت هذا النعت وفيما “اللبنانيون اللي بيحبوا الحياة” لم يتظاهروا كفاية، فإنهم “تحوكموا” بطوابير الذل والمذلة على محطات المحروقات وعلى المخابز وعلى طرق للبحث عن الكلأ والدواء. وبينما هم في قعر درك الحياة التعيسة، نشهد تجدد النزاع الدستوري والإعلامي داخل السلطة التنفيذية- على سبيل المثال- حول دستورية انعقاد أو عدم عقد مجلس وزراء في ظل حكومة تصريف الأعمال. والذين هم من رأي عدم الانعقاد، طالبوا المعنيين بالإسراع أولا بتأليف حكومة.

وإذ بيدو أن ثمة تقدما على هذا المسار، إلا أن الحال الآن في لبنان تتلخص بمشهدية المرضى وهم يموتون جراء فقدان الأدوية. ومن لم يمت بفعل عدم توافر الادوية يتوفى جراء لهيب آب وانعدام عمل وسائل التبريد، والازدحام على محطات البنزين، مع الاشارة الى حالات القتل والإشكالات على المحطات.

واليوم طلبت دوريات الجيش من المحطات المقفلة فتح مخزونها وبيعه، وإلا فإن الكميات ستصادر وتوزع على الناس من دون بدل، وحددت رقم 117 للمواطنين كي يبلغوا عن اي مخالفة.

في الغضون يبدو أن تسريع الاتصالات على مسار العمل لتأليف الحكومة بات حتميا، وعلى الأقل لاستباق الانفجار الكبير. وعلى ذمة “الأنباء الالكترونية”، فإن الرئيس الفرنسي دخل منذ ليلة الخميس على الخط لحض الرئيس عون والرئيس المكلف نجيب ميقاتي على الإسراع بتأليف حكومة، وأن الأمور أخذت المنحى الإيجابي نحو بلورة صيغة مقبولة، ثم اعلان الحكومة الجديدة.

لكن “الأنباء الالكترونية” لم تغفل التأثيرات السلبية للتطورات والمواقف الأخيرة ذات الصلة بالمشتقات النفطية ورفع الدعم وبتفاقم الصراع والسجالات الدستورية.

الرئيس عون أكد لوفد شبابي أن الحكومة قريبة وأن قراره راسخ بتحمل المسؤوليات مهما كبرت العراقيل.

وبعيدا عن الإعلام، ذكرت معلومات صحافية ان اجتماعا عقد بين الرئيس ميشال عون ورئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي بعد ظهر اليوم في قصر بعبدا.