IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “تلفزيون لبنان” المسائية ليوم السبت 13/3/2021

12 ألف ليرة لبنانية وأكثر، تساوي دولارا أميركيا واحدا، هذه هي حتى الآن قيمة عملة لبنان- الوارد اسمه في الكتب السماوية، ومفاصل التواريخ الحضارية، أقله منذ ستة آلاف عام، ويضاف إليها الأعوام الأربعون الماضية التي حمل فيها اللبنانيون وتحملوا المسؤولين السياسيين القيمين على حياتهم السياسية، في مراحل متفاوتة، وإنما في سياقات وأنماط سياسية متواصلة، ولو باختلاف بسيط عن بعضها البعض.

مكاتب الصيرفة والمحال التجارية والمحطات أقفلت، خصوصا في شتورا والبقاع وصيدا، بسبب تدهور العملة اللبنانية.

الدولار يحلق، والابتهالات ترفع الى الله وسائر الأنبياء، من أجل أن تتوافر الهداية لهؤلاء المعنيين بحياة العباد، لكي يؤلفوا بداية حكومة جديدة، علها تبحث عن فتح كوة في جدار من جدران الأزمة الخانقة في كل المجالات، والحاملة كل أنواع المعاناة لخمسة وسبعين في المئة من اللبنانيين.

وبين اللهيب المعيشي الذي يطوق الناس، وبرودة المعنيين حيال تأليف الحكومة ولامبالاتهم بالحياة المزرية الطاعنة بكرامة معظم اللبنانيين، يحاول المحتجون والحراكيون إعادة الحيوية الى الشارع.

فبعد تظاهرة أمس التي طاردت النواب الى جلستهم في اليونيسكو، وكذلك في حرم مبنى ساحة النجمة ثم مبنى مصرف لبنان، نظموا اليوم تظاهرتين في ساحة الشهداء وسط بيروت، ثم ارتفعت الحماوة لدى وصول المتظاهرين الى محيط مبنى البرلمان، في وقت سجل تحرك قوي لأهالي ضحايا انفجار الرابع من آب، عبر جولة تقدمتها “شاحنة الجحيم”.

في الخارج، جددت الإداراتان الأميركية والروسية دعوتهما المسؤولين اللبنانيين الى الاستعجال في تأليف الحكومة، كما واصلت الإدارة الفرنسية اتصالاتها في الاتجاه نفسه. لكن حتى الآن، لا تأليف ولا من يحزنون على الناس: لا على الذين اقترعوا لهم، وحكما لا على الذين لم يقترعوا لهم، ولا على من يمقتونهم.

وإذ أعربت أوساط سياسية عن اعتقادها بأن المشكلة في معظمها محلية، وفي جزء قليل خارجية، ولفتت الى إمكان أن يقوم الرئيس بري بمسعى جديد للتقريب بين الرئيسين عون والحريري، نصحت أوساط أوروبية وبعض الأوساط الداخلية بعدم انتظار مآل المسار الأميركي- الإيراني للملف النووي، من جهة، ومن جهة ثانية بالإقلاع عن الأنانيات والمناكفات.

بداية تفاصيل النشرة، نستهلها ميدانيا من ساحة الشهداء حيث قامت تظاهرة بعيد الظهر، وألقي بيان من حراك 17 تشرين، ثم انضمت مجموعات حراكية أخرى وتوجهت الى محيط مجلس النواب، وحاول متظاهرون تسلق السور الحديدي والمكعبات الاسمنتية، لكنهم تمكنوا فقط من خلع بوابة حديدية صغيرة، فاصطدموا بجبل من حواجز الإسمنت المكعب.