شعلة فيض النورالمقدس تصل من كنيسة القيامة في القدس المحتلة الى بيروت في التاسعة والربع من هذه الليلة من سبت النور الذي يحرر ويبشر ويؤشر الى قيامة السيد المسيح بعد درب الجلجلة في زمن الفصح-بمعناه العبور من العبودية وثقل الخطايا الى نور الرجاء والتجلي.
ومع تزامن القيامة المجيدة وشهر رمضان المبارك بهذا الشهر يبقى للبنان واللبنانيين الرجاء بأن يزهر الصيام والصبر والصلاة نهوضا” للبنان وعودة الكرامة الى عيشة اللبنانيين وعودة الإحساس بالمسؤوليات الإنسانية والوطنية والأخلاقية الى جميع الذين ولاهم المقترعون اللبنانيون في خانات سوس المجتمع والوطن أي إلى السياسيين على كل مستوياتهم.
عمليا بين عطلة عيد الفصح المجيد لدى الطوائف المسيحية المتبعة التقويم الشرقي وعطلة عيد الفطر السعيد المرتقبة نهاية الاسبوع المقبل تعقد جلسة تشريعية في البرلمان اللبناني قبل ظهر الثلاثاء المقبل للبحث في عدد من المواد، ملخصها يتعلق بموضوعين مندرجين ضمن تشريع الضرورة وهما: التمديد للانتخابات البلدية والاختيارية لخمسة أشهر. ومادة تخص تعديل بعض مندرجات قانون الشراء العام بما يتعلق حصرا بالتسهيل لبعض عمل البلديات.
والمفارقة ان الجلسة البرلمانية المنتظر أن تمدد للانتخابات البلدية والاختيارية ستعقد قبل ثلاث ساعات من جلسة لمجلس الوزراء-هي مقررة في اليوم نفسه-أي بعد ظهر الثلاثاء المقبل وضمنها موضوع تمويل هذه الانتخابات فيما المواد الأخرى ترمي الى مقررات بشأن تصحيح أو زيادة الرواتب لموظفي القطاع العام والمصالح والمؤسسات ذات الصلة وفي شكل يحاذر إرهاق الخزينة وزيادة حجم التضخم وإلى اتخاذ اتجاهات توصف بالحازمة لجبه محاولات بعض التجار الفجار رفع الأسعار..أوساط سياسية أفادت: يمكن إقرار تمويل تلك الانتخابات حتى ولو قرر البرلمان إرجاءها لأن التمويل لا يرتبط بأي موعد تجري فيه الانتخابات.
سواء تشريعيا أو حكوميا كل ذلك يحصل من خلال موجبات الضرورة لكون كرسي رئاسة الجمهورية خالية من رئيس منذ مئة وستة وستين يوما وسط تباعد سياسي حتى الآن بين أفرقاء الداخل اللبناني وعجز وعدم توافر ما يؤدي سياسيا او تقنيا الى وصول شخصية لرئاسة الجمهورية. وحيال هذه المشهدية حتى اللحظة: تستمر الأنظار متجهة نحو الحراك الدبلوماسي- السياسي الخارجي في اتجاه لبنان والرامي الى تأمين أجواء إقليمية ومحلية متوائمة تؤدي الى بلورة اسم شخصية ينتخبها البرلمان رئيسا للجمهورية اللبنانية، وضمن هذا الحراك نشاط السفيرة الفرنسية آن غريو في لقاءاتها المسؤولين والقيادات اللبنانية. وكذلك الحركة المتقطعة للسفيرة الأميركية دوروثي شيا إضافة الى حركة واتصالات السفير المصري ياسر علوي.
بالتوازي المستشار الرئاسي الفرنسي أجرى مطلع الاسبوع لقاءات في المملكة العربية السعودية مستطلعا إمكانات تطور الموقف السعودي من الأفكار الفرنسية في شأن الرئاسة اللبنانية في وقت استمرت قطر باتصالاتها مع السعودية ومع فرنسا ومع ترقب انعقاد الاجتماع الباريسي الثاني المعلن للقاء الخماسي وترجيحا في الرياض بعد عيد الفطر المبارك.
وقد يعود الموفد القطري الوزير محمد عبد العزيز الخليفي الى بيروت في جولة ثانية في لبنان قبل أو بعد الاجتماع الخماسي الثاني فيما يبقى توقع انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية، قبل أو بعد القمة العربية المقررة في الرياض في 19 ايار مبهما حتى الآن، على رغم أن المنطق يفترض أن يغتنم اللبنانيون الأجواء الحسنة المشاعة في المنطقة على مستوى اليمن وكذلك سوريا بعدما مر شهر ونيف على اتفاق 10 آذار السعودي-الايراني في بكين برعاية الصين.