يمكن القول إن الخبر الأبرز من أوكرانيا هو عرض بوتين إجراء محادثات مع أوكرانيا بعد أن أبدى الرئيس الأوكراني زيلينسكي موافقته على حياد بلاده وذلك بعد مرور حوالى ست وثلاثين ساعة على دخول جيوش القيصر أراضي أوكرانيا.
فهل يفضي ذلك الى إحجام القوات الروسية عن دخول كييف المحاصرة بانتظار جلوس وفدي البلدين الى الطاولة في مينسك؟
وهل يعقل أن مجرد تلميح زيلنيسكي بالحياد كاف لإقناع القيصر باتخاذ قرار يحقن الدماء في سادس حرب يخوضها في الخارج منذ وصوله إلى حكم روسيا عام 1999 بدءا من كوسوفو والشيشان وجورجيا والقرم فسوريا واليوم أوكرانيا؟ ولم يستبعد الأوروبيون أن تكون دول أوروبية أخرى على لائحة تدخل بوتن العسكري.
من الواضح ألا الإدانات الدولية ولا دعوات منظمات حقوق الإنسان ولا سخط الرأي العام العالمي حيال الحرب لقيت صدى لدى الكرملين ولا حتى إسقاط عضوية روسيا في مجلس أوروبا ولا تجميد أصول بوتين ووزير خارجيته في اوروبا ولا التهديد بالعزلة الدولية أو بعقوبات كلاسيكية لم تؤت أكلها.
وهنا لا بد من السؤال عن سلاح “السويفت” الذي طالب بايدن بتطبيقه ضد موسكو وشركاتها ومؤسساتها المالية ويتردد القادة الأوروبيون بإشهاره لكنه يبقى الخيار الأخير أمام الغرب لكبح جماح القيصر الذي يذكر تماما أن تطبيق إسقاط إيران من نظام السويفت العالمي كنظام تراسل مالي عالمي خسر إيران نصف مداخيلها النفطية عام 2012 ويمكن القول إن المفاضلة الآن تجري بين السويفت واستمرار تدفق الغاز الروسي نحو أوروبا وعلى أحد القرارين يتوقف مصير الحرب على أوكرانيا.
لبنان لم يسلم من شظايا حرب أوكرانيا فهو تلقى عتبا ودهشة روسيين على خلفية بيان الخارجية بإدانة الغزو الروسي لأوكرانيا لكن وزير الخارجية أعاد اليوم التمسك بالموقف اللبناني المبدئي المستند الى مبادىء الشرعية الدولية
وفي بعبدا موافقة مبدئية ومشروطة للحكومة على خطة إصلاح الكهرباء.