أضحى مبارك، ونتمناه عيدا سعيدا واعدا للجميع، ونأمل عبره استلهام معاني التضحية وبذل الذات.
ولعل المسؤولين في لبنان الآن، أكثر من سواهم من المواطنين، معنيون بالسير جميعا، بمعاني التضحية، وكل من زاويته، من أجل الوصول الى تأليف حكومة قادرة، بعدما انقضى سبعة وثمانون يوما على تكليف الرئيس سعد الحريري، الساعي لتأليف الحكومة.
وفيما رئيس البرلمان نبيه بري ينبه الى أن كل دقيقة تمر من دون حكومة تزيد الأعباء على الناس، وأنه لايزال يرى إيجابيات جدية لتحريك الجمود، يلفت رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى أن الأبواب ليست موصدة تماما، وإن كان ليس راضيا عن الجمود في مسار التأليف، و”سنتكلم بعد الأول من أيلول”. وفي الوقت نفسه ينقل زوار الرئيس عون عنه أن الدستور ينيط تأليف الحكومة بالرئيس المكلف، للخوض مع الأفرقاء من أجل بلوغ تشكيلة حكومية، ثم يعود بها الى رئيس الجمهورية.
في أي حال، إذا كانت الأوضاع الاقتصادية- الإجتماعية تضغط أكثر من أي وقت مضى في اتجاه الإسراع بتأليف الحكومة، فإن الأوضاع الإقليمية والدولية المتداخلة، بين ملفات سوريا وإيران واليمن، وعلاقات واشنطن الترامبية بتركيا وروسيا وإيران، تحتم على المعنيين في لبنان التعجيل في تأليف حكومة تمكن اللبنانيين من مواجهة الضغوط الاقتصادية المحلية كما التطورات المريبة المحيطة بلبنان، والتحوط من أهداف نتانياهو وترامب حيال فلسطين.
في الغضون لا بد من الإشارة محليا الى تصاعد ضغط ما يسمى “التطبيع اللبناني مع الحكم السوري” على مسار التأليف الحكومي.
من جهة ثانية، الوزير السابق وئام وهاب، وعلى أحد مواقع التواصل الاجتماعي قال: “إن اتصال رئيس الجمهورية ميشال عون بالرئيس بشارالأسد واتصال قائد الجيش جوزف عون برئيس الأركان السوري علي أيوب، مبادرتان مهمتان تصبان في المصلحة اللبنانية السورية المشتركة” بحسب التعبير الحرفي لوهاب.