فعلها العسكريون المتقاعدون … شلوا وسط بيروت وقطعوا أوصال شوارعه وحالوا دون وصول الوزراء إلى السراي الحكومي فطارت جلسة مجلس الوزراء.
الجلسة كان مقررا أن تعقد على مرحلتين: قبل الظهر لدرس جدول أعمال وبعد الظهر للبدء في مناقشة مشروع قانون موازنة 2025 لكن أجهضتها التحركات الإحتجاجية للعسكريين المتقاعدين الذين يتهمون الحكومة بعدم إعتماد أي خطة لتصحيح رواتبهم وأجورهم.
ولم ينجح بالإفلات من هذا الحصار سوى رئيس الحكومة وأربعة من وزرائه فقط ما أدى إلى إرجاء الجلسة.
وجرت محاولات حكومية في ما بعد لإجراء مفاوضات مع وفد من المحتجين من دون جدوى إذ رفضوا التجاوب وطرحوا بدل ذلك إشتراطات أبرزها إصدار رئاسة الحكومة بيانا يتعهد بتعديل جدول أعمال مجلس الوزراء وإدراج موضوع تصحيح الأجور بندا أول وتعميم خطة التصحيح قبل ثمان وأربعين ساعة من تاريخ إنعقاد الجلسة المقبلة.
من حدود الداخل إلى حدود العدوان الإسرائيلي الذي شهد اليوم توسيعا لمدياته إذ شنت مسيرة معادية غارة على شقة في مدينة النبطية بعد ساعات على غارة مماثلة على طريق عام باب مارع – صغبين في البقاع الغربي.
وفيما أسفرت الغارة الأولى عن ثمانية جرحى أدت الثانية إلى سقوط شهيد وجريحين.
أما العدوانية الإسرائيلية في غزة فقد تجلت اليوم بمجزرة مروعة في مواصي خان يونس.
المجزرة نجمت عن غارة جوية عنيفة استهدفت خيام النازحين واسفرت عن سقوط أربعين شهيدا وستين جريحا
وقد استخدم العدو في الغارة صواريخ إرتجاجية تسببت بدمار شامل للخيام وبحفر عمقها تسعة أمتار وباختفاء عائلات بأكملها بين الرمال.
هذه المجزرة هي واقعة من مئات النماذج المماثلة منذ الثامن من تشرين الأول الماضي.
من هنا كان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على حق حين قال: الموت والدمار في غزة أسوأ ما شاهدته خلال فترة ولايتي.
وإذا كان هذا هو شأن المسار الميداني فإن المسار السياسي والدبلوماسي ليس أفضل حالا إذ تلاشت جهود التوصل إلى إتفاق لوقف إطلاق النار في غزة في ظل محاباة الولايات المتحدة لإسرائيل وعودتها للضغط على المقاومة الفلسطينية وتحميلها حماس مسؤولية فشل المفاوضات.
لكن الحركة ردت على زعم جون كيربي أنها هي العقبة الرئيسية أمام التوصل إلى إتفاق لوقف النار ورأت في هذا الإتهام تماهيا فاضحا مع الموقف الإسرائيلي.