اسرائيل استبقت وصول سيد البيت الابيض.. فارشة ارض غزة بالاحمر . فقبل أن يبدأ جو بايدن زيارته المنطقة ، فخخت اسرائيل الاهداف المعلنة لها وحصرتها بهدف واحد . في الأساس كان بايدن آتيا لتحقيق امرين : دعم اسرائيل ، وعقد قمة رباعية في عمان تضمه مع الرئيسين المصري والفلسطيني والعاهل الاردني . لكن مجزرة مشفى المعمداني حملت الاردن على الغاء القمة ، وهو أمر طبيعي .
فالمجزرة أدت الى سقوط مئات الضحايا ، واشعلت يوم غضب في معظم البلدان العربية ، و شكلت الصفحة الاكثر سوادا في حرب غزة منذ أحد عشر يوما حتى الان .
اللافت ان الرئيس الاميركي تبنى في زيارته رواية اسرائيل حول المجزرة فأعلن مرتين على التوالي ان مجزرة المستشفى في غزة نجمت عن صاروخ خاطىء اطلقته جماعة ارهابية .انه الانحياز الاميركي الفاقع لتل ابيب، وقد اتبعه بايدن بالتأكيد ان اسرائيل ليست وحدها، وان ما من اولوية اهم من اطلاق سراح الرهائن لدى حماس في غزة
في المقابل جدد رئيس الوزراء الاسرائيلي تهديداته لحماس، مؤكدا ان اسرائيل ستدمر حماس تماما كما تم تدمير داعش، وطالب العالم بأن يتحد لهزيمة حماس. لكن نتانياهو تجاهل ان الاستهداف الاسرائيلي لا يقتصر على حماس فقط بل يطال جميع المدنيين في غزة، الذين تعرضوا لليوم الثاني عشر على التوالي لقصف مكثف من القوات الاسرائيلية. ومع تواصل القصف تتواصل التحذيرات الاسرائيلية لسكان غزة باخلاء منازلهم والتوجه جنوبا، وهو امر يواجه برفض فلسطيني وعربي خوفا من ان يشكل مقدمة لتهجير الفلسطنيين باتجاه صحراء سيناء.
في جنوب لبنان النهار كان متفجرا، اذ شهد اطلاق قذائف وصواريخ، وفي القطاعات الثلاثة. والاجواء ككل لا توحي بالاطمئنان، ولا سيما مع قرار الحكومة الاسرائيلية توسيع اخلاء البلدات الحدودية مع لبنان الى خمسة كيلومترات. في الاثناء شهد محيط السفارة الاميركية في بيروت احتجاجات غاضبة تنديدا بالقصف الاسرائيلي لمستشفى المعمداني في غزة. وقد عمد المحتجون الى رشق القوى الامنية بالحجارة والى اطلاق المفرقعات والقناديل المشتعلة ، كما اقدموا على اشعال مبنى يضم محال تجارية. فهل أخطأ متظاهرو اليوم مرة ثانية العنوان، وتوهموا ان الجيش اللبناني هو الجيش الاسرائيلي ، وان طريق غزة تمر في… عوكر؟